منوعات

بحجم القط.. دولة عربية تكتشف ديناصورات محنطة داخل كهف المعمر

قبل عقود من الزمن، كانت اليمن مجهولة كموطن لماضيها الجوراسي، إذ كان السكان المحليون في مناطق مثل أرحب وهمدان وجهران والشعيب يعتادون رؤية آثار متحجرة على صخورهم، ويفترضون أنها تعود لجمال عملاق أو ديناصورات صغيرة. لكن بفضل الاكتشافات التي قام بها أكاديميون يمنيون بالتعاون مع خبراء دوليين، تبين أن هذه الآثار تعود إلى ديناصورات عاشت قبل ملايين السنين.

تمثل هذه الاكتشافات نقطة تحول تاريخية، حيث تم تحديد أن أقدم الآثار تعود إلى ما قبل 150 مليون عام في منطقة “مدر” بمديرية “أرحب”، وهي نقطة مهمة في مجال علم الأحياء التطوري ودراسة تاريخ الأرض. وبفضل هذه الاكتشافات، أصبحت اليمن أول دولة في شبه الجزيرة العربية التي تم اكتشاف آثار وحقول للديناصورات فيها.

تتنوع أنواع الديناصورات التي تم اكتشافها في اليمن، منها “سوروبود” الذي كان يعتبر أكبر الحيوانات البرية على الأرض، والذي كان يتغذى على النباتات. وقد ساهمت الأبحاث في تحديد مظاهر حياتهم وأنشطتهم على مدى ملايين السنين.

من المثير أن العلماء لم يجدوا الكثير من الحفريات في الجزيرة العربية، بينما تم اكتشاف آثار ديناصورات كثيرة في اليمن، مما يشير إلى أهمية هذه المنطقة في تاريخ الحياة على الأرض.

تعتبر مناطق مثل أرحب بيئة مثالية لدراسة الديناصورات، حيث توجد آثار لهذه المخلوقات في مسارات متعددة، مما يشير إلى وجود مجتمعات ديناصورية كاملة في هذه المناطق. وتعتبر هذه الاكتشافات لحظة فارقة في فهمنا للحياة القديمة على الأرض، وتعكس جهودًا علمية مشتركة بين الباحثين المحليين والدوليين.

تُظهر الشواهد الأثرية للمستحاثات والمتحجرات البيولوجية أن المنطقة كانت بيئة واسعة متعددة البيئات في الماضي. فقد كانت المنخفضات تشكل أحواض مائية كبيرة على مدى فترة جيولوجية طويلة، ويُعتقد بناءً على نتائج المسوحات أنه في فترة زمنية قديمة تغطَّي المكان بحرًا. تتميز المواقع بتشكيلات طبقات طينية حمراء عازلة تختفي تحت كتل صخرية ضخمة، وقد تركت لنا معالم بيولوجية واضحة تشير إلى هذا الاكتشاف العلمي النادر.

تابعنا على أخبار غوغل نيوز 

قام الباحث وفريقه بتتبع مسارات الديناصورات في منطقة الدراسة، واكتشفوا بقايا أقدامها على سطح صخور الحجر الجيري. هذه الآثار أظهرت وجود مسارات لديناصورات نباتية من فصيلة الـ ornithopods في أغلب المواقع. تُظهر الدراسة أن هذا البيئة لم تكن نقطة عبور فقط لتلك الديناصورات، بل كانت بيئة ملائمة لها وعاشت فيها لفترات طويلة، استفادت فيها من التنوع الحيوي والغذاء والمياه بالإضافة إلى التنوع المناخي الذي حقق التوازن في هذه العناصر الحيوية.

تعتبر مواقع الاكتشافات، مثل موقع صرواح والأضايق والزيول وبيت شعفل والجنادبة، من أبرز المواقع التي ظهرت فيها علامات بارزة لهذه الكائنات العملاقة. على سبيل المثال، موقع صرواح هو أول موقع تم الإعلان عن اكتشافه من قبل العالم آن شلوب وآخرين. بينما يوجد موقع الأضايق والزيول على نفس المسافة الجغرافية، وقد أظهرت الدراسة وجود فقرات ذيلية متحجرة وأسماك جوارسية متحجرة.

بالإضافة إلى ذلك، توجد اكتشافات لكائنات مائية، حيث يشير التحليل العلمي إلى أن هذه البيئات كانت سائدة في عصر الأوليغوسين، حيث تغير شكل الأرض على مر السنين بفعل التغيرات البيئية والجغرافية والمناخية. تُظهر الشواهد أيضًا وجود أسماك عظمية متحجرة وأشعة زعانف لأسماك ضخمة متحجرة في صخور الحجر الجيري، مما يشير إلى انقراضها بسبب تغير البيئة النهرية.

وأخيرًا، لا تزال هناك اكتشافات مثيرة للديناصورات في مناطق مختلفة من اليمن، مثل ديناصور الشعيب في الضالع وديناصور أفق في جهران محافظة ذمار، والتي تثير الفضول وتكشف عن جوانب جديدة من تاريخ هذه المنطقة وحيواتها القديمة.

اكتشاف كهف المعمر في همدان

يقع كهف (الحظيرة) الذي اكتشف مؤخرًا في منطقة المعمر بمديرية همدان التابعة لمحافظة صنعاء، ويعتبر واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية في اليمن، حيث يكشف عن العديد من الأسرار والخفايا التي شهدتها اليمن في حقبة ما قبل العصر الرباعي والحجري الوسيط.

يمتد الكهف على مسافات طويلة ويصل ارتفاعه إلى حوالي المترين، ويرتفع في بعض الأماكن، مع وجود ترسبات للطوالع والهوابط بفعل قطرات المياه المتساقطة. تم العثور داخل الكهف على بقايا عظمية لحيوانات غير مفترسة كانت تعيش على النباتات، من بينها بقايا لوحش وحيد القرن الكبير. تم الإبلاغ أيضًا عن رؤية بعض الهياكل العظمية الضخمة لحيوانات غير معروفة.

وقد تم تحديد وتصنيف بعض العظام التي عثر عليها داخل الكهف، وتشير الدراسات الأولية إلى أنها قد تنتمي إلى حيوانات ثديية مفترسة أو إلى حيوانات استوطنت المنطقة واستخدمت الكهوف كمأوى لها، وقد يكون انحباسها داخل الكهف نتيجة لانسداد المداخل.

على الرغم من جهود أهالي المنطقة في حماية الموقع، فإن الدخول العشوائي الأول إلى الكهف قد ترك آثارًا سلبية قد تعيق سير الدراسات العلمية المستقبلية. وتم اكتشاف الكهف بالصدفة أثناء استصلاح الأرض بالقرب منه، وعندما تم إزالة الصخور الكبيرة التي كانت تسد فتحة الكهف، دخل الأهالي واكتشفوا العظام بداخله.

ويُعتقد بأن الكهوف شكلتها البراكين الخامدة التي نشطت خلال العصر الرباعي، وبأن البيئة المحيطة بها كانت غنية بالغابات والبحيرات. تظهر العظام المكتشفة داخل الكهف أن المنطقة كانت تعيش ظروفًا بيئية مختلفة تمامًا عما هي عليه اليوم.

هذا الاكتشاف يعتبر مهمًا لفهم تطور البيئة في الماضي وكيفية تأثير الظروف البيئية على التشكل الطبيعي والحياة البرية في المنطقة، ويفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث والدراسات لفهم ماضي اليمن وتاريخه الطبيعي بشكل أعمق.

زر الذهاب إلى الأعلى