حفتر تحت مرمى سهام اردوغان
هاجم الرئس التركي رجب طيب أردوغان، المشير خليفة حفتر، مؤكدا أن “المجتمع الدولي لم يبد رد الفعل الضروري حيال الهجمات المتهورة التي قام بها في طرابلس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد في مدينة إسطنبول، قبيل مغادرته إلى برلين للمشاركة في مؤتمر السلام حول ليبيا.
وقال: “مساعينا واضحة في هذا السياق، توصلنا إلى هدنة في ليبيا بعد مساع تركية وروسية استمرت 4 أشهر”، مؤكدا أن “تركيا أصبحت مفتاح السلام في ليبيا”.
وأوضح الرئيس التركي أن “موقف تركيا لعب دورا كبيرا في كبح جماح الإنقلابي حفتر”، داعيا “المجتمع الدولي إلى عدم التضحية بالآمال التي انتعشت مجددا بليبيا لصالح طموحات تجار الدم والفوضى”.
واعتبر أنه “لا يوجد حل عسكري في ليبيا”، مشيرا إلى أن أي محاولات لفرض حل عسكري لن تفضي إلى نتائج.
وأكد أردوغان أنه “تم التغاضي لفترة طويلة عن انتهاكات الانقلابي حفتر وداعميه لقرارات مجلس الأمن”، مشيرا إلى زيارة الأخير إلى اليونان “لا نقيم لها وزنا”، ومؤكدا أن “اليونان انزعجت لعدم دعوتها إلى مؤتمر برلين وأن الاتفاق بين تركيا وليبيا أفقدها صوابها”.
وحول إدعاءات تسريب مسودة بيان مؤتمر برلين الختامي، قال الرئيس التركي: “لم يصلنا أي وثيقة من هذا القبيل”.
واعتبر أن مؤتمر برلين الذي ترعاه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سيكون له معنى مختلفا، حيث يتم التحضير له منذ أشهر.
وقال إن الحكومة الليبية الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، تتعرض لهجمات مكثفة منذ أبريل/ نيسان 2019.
وأشار إلى مقتل مئات المدنيين جراء تلك الهجمات التي يشنها حفتر وداعموه.
وأضاف: “اضطر نحو 400 ألف من أشقائنا الليبين لمغادرة منازلهم بسبب الاشتباكات”.
الرئيس التركي أكّد على أن هذا الأمر أثار ردود فعل تونسية وجزائرية بشكل خاص، وشكل ضغطًا كبيرًا من ناحية الهجرة.
وأشار أن “المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، تكتسب أرضية في ليبيا من جديد”.
وقال إن الهجمات الارهابية بلغت مستوى يهدد استقرار البحر المتوسط برمته.
ولفت إلى أن تركيا انتهجت موقفًا متزنًا ومبدئيًا منذ بدء الأزمة الليبية، وأكدت أن الحل الدائم يمكن تحقيقه عبر الحوار السياسي.
وشدّد الرئيس التركي على أن الهدوء في ليبيا تحقق بفضل دعوته من إسطنبول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لوقف إطلاق النار، في 8 يناير.
وأفاد بأن الجهود التركية ساهمت في تشكيل الأرضية اللازمة لتنظيم قمة برلين.
وقال إن الخطوات التي اتخذتها بلاده ضمنت حقوقها في البحر الأبيض المتوسط، وساهمت في حماية مستقبل ليبيا.
واستدرك: “نعتبر قمة برلين خطوة مهمة بشكل خاص في سبيل ترسيخ وقف إطلاق النار والحل السياسي”.
وزاد: “يجب عدم التضحية بالآمال التي انتعشت مجددا بليبيا لصالح طموحات تجار الدم والفوضى”.
وأعرب عن تطلعهم إلى تحقيق تطورات ملموسة في مجالات عديدة، من الأمن وحتى الاقتصاد، عبر القرارات التي ستتخذ في المؤتمر.
واستطرد: “نأمل أن تساعد القمة على اتخاذ خطوات لإنهاء المآسي التي عاشها الشعب الليبي وتحقيق السلام والازدهار في ليبيا”.
وأكّد أردوغان أن دخول ليبيا في جو الانتخابات بأسرع وقت ممكن، برعاية الأمم المتحدة، سيكون تطورًا إيجابيًا بلا شك.
وبيّن الرئيس التركي أنه لا يمكن التفكير باجراء انتخابات في ظل الأسلحة.
وحول خيارات تركيا في حال عدم صدور نتيجة إيجابية من مؤتمر برلين، أشار أردوغان إلى أنه من المبكر الحديث عن ذلك.
وأوضح أنه يجب أولا رؤية ما سيجري في المؤتمر، والبيان الختامي الذي سيصدر عنه، ومن ثم تقييم ما يمكن اتخاذه من خطوات.