زيارة الوداع..ميركل تلتقي الرئيس أردوغان في أسطنبول وهذا مادار بينهما
تركيا هاشتاغ / زيارة الوداع..ميركل تتلقي الرئيس أردوغان وهذا مادار بينهما
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، عن أمله في علاقات جيدة مع الحكومة الألمانية الجديدة، على غرار العلاقات الناجحة مع حكومة المستشارة أنجيلا ميركل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع ميركل، التي بدأت زيارة إلى إسطنبول اليوم، هي الأخيرة لها قبل مغادرتها الحياة السياسية في ألمانيا بعد قيادتها طيلة 16 عاما.
– العلاقات التركية الألمانية
وأوضح الرئيس أردوغان أنه تناول مع المستشارة الألمانية، العلاقات الثنائية وقضايا أخرى بشكل مفصل.
وأردف: “نأمل أن تسير العلاقات مع الحكومة الألمانية الجديدة بشكل جيد على غرار التعاون الناجح مع حكومة ميركل”.
وأعرب عن أمله في أن تحمل الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ألمانيا التي جرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، الخير للشعب الألماني، راجيا التوفيق للمستشارة والحكومة الألمانية الجديدة.
وأردف: “نأمل أن تسير العلاقات مع الحكومة الألمانية الجديدة بشكل جيد على غرار التعاون الناجح مع حكومة ميركل”.
وأشار إلى أنه رغم بعض التوترات في العلاقات الثنائية مع ألمانيا في بعض الأوقات، إلا أن البلدين نجحا على الدوام في تجاوز تلك الخلافات والمضي بالعلاقات نحو الأمام.
وأوضح أردوغان أن الحوار الوثيق مع ميركل لم يساهم في تعزيز العلاقات الثناية بين البلدين فحسب، بل في تقديم مساهمات كبيرة في سبيل إيجاد حلول للعديد من القضايا الإقليمية.
وأضاف أن المستشارة الألمانية لم تتوان عن اتخاذ خطوات في ملفات عديدة، أبرزها الحد من تدفق اللاجئين السوريين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمالي سوريا، متقدما بالشكر إليها جراء مساعيها الصادقة من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.
وبيّن أن خبرة ميركل الدبلوماسية تجلت أيضا بخصوص العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن تركيا ستقدر دوما مساهمات (ميركل) القيمة حول مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد رغم كافة الصعوبات والعوائق التي تعترض أنقرة في هذا الصدد.
وأكد أردوغان مجددا على رغبة تركيا في تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، لافتا أنه أبلغ ميركل تطلعاته بخصوص ملفات عديدة، أبرزها تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وإعفاء الأتراك من تأشيرة السفر، وتحديث اتفاق 18 مارس/ آذار الخاص بملف المهاجرين.
– الأتراك في ألمانيا وأوروبا
وأكد أردوغان أن المجتمع التركي في ألمانيا يشكل الجانب الاجتماعي الأهم في العلاقات والثروة المشتركة بين البلدين.
وأوضح أن العنصرية والتمييز ومعاداة الإسلام والأجانب أصبحت المشكلة الرئيسية للجالية التركية في أوروبا، مشددًا على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الصدد.
ولفت إلى أن تجفيف جذور العنصرية الثقافية داخل المجتمع سيساعد أتراك أوروبا على الشعور بالطمأنينة.
وعبر أردوغان عن سعادته حيال الروابط الوثيقة التي أسستها المستشارة الألمانية طيلة فترة مهامها مع الجالية التركية في بلادها.
وأشاد بالجهود الصادقة التي بذلتها ميركل لحل المشاكل في هذا الإطار، معربًا عن ثقته في أن المستشار الذي سيخلفها سيواصل ذلك أيضًا.
– ملفات متنوعة
ولفت أردوغان إلى أنه تناول مع ميركل وجهات النظر أيضا حيال التطورات الأخيرة في شرق المتوسط، وأفغانستان، وليبيا، وسوريا.
وأفاد أن العام الجاري يصادف الذكرى 60 لاتفاقية اليد العاملة بين تركيا وألمانيا، معربا عن تقديره مجددا لجهود المجتمع التركي الكبيرة في سبيل دعم عملية التنمية في ألمانيا وجعلها بلدا متعدد الثقافات يتمتع بالرفاه.
وردًا على سؤال حول المواطنين الألمان المحبوسين في تركيا، قال أردوغان إن القضاء في بلاده مستقل ولا يمكنه كرئيس أن يتدخل في القرارات المتخذة.
وحول أزمة اللاجئين، أكّد الرئيس التركي أن بلاده تستضيف 5 ملايين شخص من سوريا والعراق و300 ألف من أفغانستان، ولا يمكنها طردهم كما تفعل اليونان.
وأوضح أن تركيا تواصل جهودها في بناء منازل الطوب في الجانب السوري لإسكان المحتاجين، واستكملت بناء 60 ألف منزل حتى اليوم.
وشدّد على أن حكومته تستهدف رفع هذا العدد إلى أكثر من 100 ألف منزل في الفترة القادمة.
– سجال حول الائتلافات الحكومية
وتحدث أردوغان عن علاقته مع ميركل طيلة 16 عامًا من حكمها، قائلًا: “هذه ليست بفترة قصيرة، وأنا أيضًا لدي 19 عامًا، عملنا خلالها مع عدد كبير من زعماء الدول”.
وأضاف: “بالطبع، حققت السيدة المستشارة عملية ناجحة بالفعل لا سيما في إدارة وحكم ألمانيا”.
وتابع: “ربما لو لم تكن هناك حكومات ائتلافية لكانت العلاقات بين ألمانيا وتركيا قد وصلت إلى مكان مختلف تمامًا، لكن الحكومات الائتلافية تزيد من صعوبة العمل دائمًا”.
وبيّن الرئيس التركي أن بلاده شهدت في السنوات السابقة تشكيل حكومات ائتلافية أيضًا وقد كانت فاشلة للغاية.
وأردف: “مع الانتقال إلى النظام الرئاسي، تخلصنا من هذه الائتلافات وانخرطنا في عمل مكثف”.
وأعرب عن أمله في مواصلة المسار الناجح في العلاقات مع الإدارة الجديدة بألمانيا التي تضم عدد كبيرًا من الأتراك وهؤلاء يريدون أن يعيشوا حياة سليمة هناك.
ولفت إلى أن سعادة الجالية التركية في ألمانيا تنعكس على العلاقات بين البلدين الذين يهدفان إلى تسجيل 50 مليار دولار في حجم التجارة.
وتعليقًا على تصريحاته حول الحكومات الائتلافية، قالت ميركل إنها لا تريد أن يُفهم من الحديث أنها لم تكن سعيدة من العمل مع شركائها في الحكومة.
وأضافت ميركل: “الائتلافات تناسب بنيتنا. ونحن لا نريد تطبيق نظام رئاسي”.
وعلى إثر ذلك، قال أردوغان إن ميركل كانت تنقل إليه المشاكل التي كانت تعيشها بين الحين والآخر في هذا الصدد.
فردّت ميركل بالقول: “نعم صحيح، هكذا هي الحياة”.
فرد أردوغان أن أحد أحفاده يقول له: “جدي ماذا عسانا أن نفعل.. هكذا هي الحياة”.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، تمنى أردوغان باسمه ونيابة عن شعبه التوفيق لميركل في حياتها خلال الفترة القادمة.
وأكّد أنه يرغب في الاستفادة من أفكار ميركل القيمة في الاجتماعات الدولية اللاحقة.