شاهد بالفيديو.. دولة اسياوية تنتهي من تجهيز أكبر تلسكوب شمسي في العالم
انتهت الحكومة الصينية مؤخرا من ضبط أجهزة مرصد داوتشنغ الراديوي الشمسي (DSRT)، وسيبدأ العلماء العمل الرسمي فيه بحلول يونيو/حزيران 2023، الأمر الذي سيسهم في تطوير معرفة باحثي هذا النطاق بطقس الفضاء.
ويقع المرصد على حافة هضبة تشينغهاي في التبت، وهي منطقة نائية تماما يبلغ ارتفاعها أكثر من 3800 متر فوق مستوى سطح البحر، ويساعد الارتفاع على حماية المرصد من الاضطرابات الجوية، وبالتالي ضمان سماء صافية قدر الإمكان، وهو ما يسمح للمرصد بالتقاط الإشارات الشمسية الضعيفة.
ويتكون المرصد -الذي يعد الأضخم في العالم- من 313 طبقا لاقطا بعرض 6 أمتار لكل واحد منها، تصنع مع بعضها البعض دائرة قطرها أكبر من 3 كيلومترات، وقد تم تصميم الأطباق اللاقطة لتشبه زهرة دوار الشمس، حيث تتبع الشمس ساعة بساعة.
وبشكل أساسي، يهتم المرصد بدراسة الانفجارات الشمسية وكيف تؤثر على الأرض، في نطاق التردد من 150 إلى 450 ميغاهرتز الذي يحقق تصويرا عالي الدقة للأحداث الشمسية.
وتعد الانفجارات الشمسية (Solar flares) ظاهرة طبيعية تحدث من حين لآخر على سطح الشمس، تتسبب فيها طبيعة مادة الشمس، فهي تتكون من البلازما الساخنة في درجات حرارة مرتفعة للغاية، ولدى هذه البلازما مجال مغناطيسي قد يصبح قويا في بعض الأحيان فيصنع حلقات ضخمة من البلازما.
ويشبه الانفجار الشمسي أن تضغط زنبركًا بقوة شديدة ثم تتركه فجأة، وذلك لأن تلك الحلقات الضخمة من البلازما تحبس داخلها قدرا عظيما من الطاقة، ثم تطلقها فجأة للفضاء، فتسير إلى الأرض والكواكب الأخرى في صورة رياح شمسية (Solar wind) عاتية.
وعادة ما تكون الرياح الشمسية بلا تأثير على الأرض، لكن في حالة الانفجارات الشمسية القوية قد تؤثر بشكل جذري في أنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، فتطفئها أو توقفها عن العمل للأبد، وقد يحدث الأمر نفسه مع محطات الطاقة الأرضية.
ومع ارتفاع وتيرة السفر للفضاء واستخدام الأقمار الصناعية في كل شيء، بداية من الاتصالات ووصولا لتحديد موقعك باستخدام برامج مثل “غوغل مابس” (Google Maps)، فإن دراسة فيزياء الشمس يمكن أن تحقق فهما أفضل لتلك الظواهر بالنسبة للعلماء، وربما الوقاية منها بشكل كامل مستقبلا.
ويبدو أننا بالفعل ندخل إلى العصر الذهبي لفيزياء الشمس، حيث كانت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) قد أطلقت “مسبار باركر” (Parker Solar Probe) عام 2018، وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية مركبتها المدارية “سولار أوربيتر” (Solar Orbiter) عام 2020، وكلاهما يدرس العديد من الظواهر الشمسية.
بدأت الصين العمل على تلسكوبها الراديوي الأكبر في العالم بقطر 500 متر، المسمى “فاست” (FAST)، عام 2016 (مواقع إلكترونية)
ويعد مرصد داوتشنغ الراديوي الشمسي جزءا من مشروع واعد للصين يسمى “ميريديان” (Meridian) انطلق عام 2008، ويتألف من شبكة من عدة محطات أرضية تهدف لمراقبة طقس الفضاء.
وفي الوقت نفسه، كانت الصين قد كثفت من مساعيها لدراسة فيزياء الشمس خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث أطلقت القمر الصناعي “تشي-هو” (Xihe) في أكتوبر/تشرين الأول 2021 لفهم خصائص الانفجارات الشمسية، وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي أطلقت المرصد الشمسي “كوافو 1” (Kuafu-1) الذي يستهدف دراسة المجال المغناطيسي للشمس إلى جانب عدة ظواهر شمسية أخرى.
ولا يقف الأمر عند حدود الشمس، فهذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها الصين بأكبر تلسكوب من نوعه، حيث بدأ العمل في تلسكوبها الراديوي الأكبر في العالم بقطر 500 متر، المسمى “فاست” (FAST) عام 2016.
من الأعلى، يظهر “فاست” وكأنه طبق ضخم من الداخل، ويهدف التلسكوب لدراسة ما هو أبعد من الشمس، حيث يستخدمه العلماء لتحديد خصائص المادة المظلمة وتعداد النجوم النابضة في المجرة، التي تم اكتشاف ما يقرب من ألفين منها حتى الآن، والتي تمثل -وفقا للحسابات النظرية- 3% فقط من العدد الإجمالي لهذا النوع من النجوم.