منوعات

منجم ممتلئ بالذهب.. تركيا تكتشف كنز من المعدن الاصفر يعادل 6 مليارات دولار

منجم ممتلئ بالذهب.. تركيا تكتشف كنز من المعدن الاصفر يعادل 6 مليارات دولار

تزخر تركيا بمساحتها الجغرافية الكبيرة بالعديد من الكنوز غير المكتشفة؛ فمن اكتشافات الغاز الطبيعي مؤخراً في البحار إلى اكتشاف جديد يتعلق بكميات ضخمة من المعدن الأصفر، وهو ما يعزز بطبيعة الحال من قدرات البلاد الاقتصادية، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية التي تؤكد أنقرة أنها مفتعلة من الداخل والخارج.

لا تتوقف تركيا عن مساعيها الهادفة إلى التنقيب عن مصادر الطاقة وكنوزها المختلفة غير المكتشفة في أراضيها، سعياً لتحقيق أهداف رئيسية تتمثل بعدم التبعية للخارج، وبقاء قرارها السياسي سيادي ولا يتأثر بأي ضغوط اقتصادية

فقد أُعلن في تركيا عن اكتشاف كنز ذهبي ضخم يقدّر مبدئياً بأكثر من ستة مليارات دولار أمريكي، وذلك في إحدى مناجم الذهب بقضاء سوغوت بولاية بيلاجيك شمال غرب البلاد

ويأتي الاكتشاف في وقت يشهد فيه العالم زيادة في الطلب على المعدن النفيس، الذي يعد ملاذا آمنا، وذلك في ظل أزمة فيروس كورونا، التي عصفت بالاقتصاد العالمي

ذهب بالمليارات

يقول مدير تعاونيات الائتمان الزراعي التركية رئيس مجلس إدارة “غوبراطاش” فخر الدين بويراز، أن متوسط كثافة الذهب في الطن الواحد من الأتربة عالميا يتراوح بين 2-3 بالمئة، أما منجم سوغت فتصل نسبة الذهب في الطن الواحد من الأتربة إلى 8.6 بالمئة، وبعض المناطق ترتفع النسبة إلى ما بين 12-14 بالمئة، مشيراً إلى أن عمليات التنقيب تثبت ذلك، وهذا مؤشر لانخفاض تكاليف استخراج الذهب من هذا المنجم

تابعنا على أخبار غوغل نيوز 

وأكد بويراز أنّ شركة “غوبراطاش للتعدين” التركية، ستتولى عملية استخراج الذهب من المنجم، قائلا: “قيمة الذهب المكتشف اليوم تقدر بـ6 مليارات دولار، إلا أنّ مساهمتها في الاقتصاد ستكون أكبر من هذا بكثير ، لافتاً النظر إلى أنهم وضعوا خطة لسنتين، من أجل بدء إسهام هذا المعدن الثمين في الاقتصاد التركي

ماذا تعرف عن احتياطات تركيا من الذهب؟

بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، زاد البنك المركزي التركي احتياطياته من الذهب عن طريق عمليات الشراء مباشرة بمقدار 451.4 طنا خلال الفترة من مايو 2017 حتى أكتوبر 2020

وتعادل مشتريات المركزي خلال هذه الفترة (3 سنوات ونصف) 79.5 بالمئة من إجمالي احتياطيات الذهب المملوكة حاليا

وتحل تركيا المركز 12 عالميا بقائمة أكبر البنوك المركزية حيازة للذهب، بحجم احتياطات تقدر 567.9 طنا، تعادل 44.8 بالمئة من إجمالي الأصول الاحتياطية لدى البنك المركزي

وكانت حيازة الذهب للمركزي التركي سجلت 413 طنا في نهاية 2019

وتتصدر الولايات المتحدة القائمة بحيازة نحو 8133 طنا، ثم ألمانيا بـ3362 طنا، وثالثا صندوق النقد الدولي 2814 طنا

وشهد الذهب إقبالا كبيرا باعتباره أحد الملاذات الآمنة وقت الأزمات ومخزون للقيمة، وسط تصاعد حدة التداعيات الاقتصادية المصاحبة لتفشي فيروس كورونا

وزادت أسعار المعدن النفيس بأكثر من 20 بالمئة منذ بداية 2020 حتى الآن، من مستوى 1517 دولارا للأوقية (الأونصة) في يناير إلى مستويات تدور حول 1830 دولارا للأوقية

وكانت البنوك المركزية سجلت صافي شراء بمقدار 656 طنا من الذهب في 2018 وهو أعلى رقم في نصف قرن، فيما بلغت المشتريات في العام الماضي 650 طنا

من الإنتاج صفر إلى المرتبة الـ 12 عالمياً

حققت تركيا رقماً قياسياً العام الماضي في إنتاج الذهب بلغ 38 طناً بزيادة حوالي 40 في المئة عن العام السابق له، وتهدف إلى إنتاج 44-45 طنا العام الجاري رغم تفشي وباء كورونا، بحسب ما أعلنه وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز.وأضاف: “نواصل البحث واكتشفنا بالفعل مناجم جديدة نقلنا ملكية جزء منها إلى صندوق الثروة السيادي التركي

ورصد موقع “المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات” في تقرير صادر عنه اهتمام تركيا بإنتاج المعادن الثمنية، وتحدث عن رهان تركيا على الذهب الذي يفسر بعدة عوامل، من بينها زيادة إنتاجها من المعادن الثمينة، وارتفاع نسبة الطلب عليه سواء من السكان أو البنوك التجارية والبنك المركزي، فضلا عن ارتفاع نصيب تركيا من احتياطيات الذهب الدولية.وقال المركز إن إنتاج الذهب في تركيا في نهاية القرن العشرين يكاد يكون منعدما، غير أنها تمكنت خلال العقدين الماضيين من تدارك الوضع بتسجيل زيادة مطردة في حجم إنتاج الذهب بفضل أنشطة التنقيب الجيولوجي واسعة النطاق ما بين 1985 و2000

قصة إنتاج الطن الأول من الذهبوذكر أن تركيا أسست شركات تعدين وقُدر احتياطي الذهب المكتشف في البلاد بحوالي 800 طن، مع 6500 طن من الموارد المتوقع استخراجها

وفي حين أن إنتاج الذهب في تركيا في سنة 2000 لم يتجاوز طنًا واحدًا، ارتفع الإنتاج السنوي بحلول منتصف هذا العقد إلى 30 طنًا، وقد بلغ حجم الذهب المستخرج سنة 2019 حوالي 38 طنًا

وبالمقارنة مع العديد من الدول الأخرى المنتجة للذهب، فإن إمدادات الذهب في تركيا تعتبر جيدة.وحسب جمعية عمال مناجم الذهب التركية، ينبغي أن يزيد إنتاج الذهب بنسبة 16 في المئة ويصل إلى 45 طنا حتى نهاية 2020

وأضافت أن “تركيا يمكنها إنتاج 45 طنًا من الذهب بحلول نهاية العام بفضل تشجيع استثمارات القطاع الخاص وعدد منشآت الإنتاج التي أصبحت عاملة في بداية عام 2020”

وأشارت إلى أن تركيا أنتجت 338 طنًا من الذهب بين عامي 2001 و2019، وبلغ إجمالي الاحتياطيات المحتملة، وفقا للدراسات العملية، 6500 طن، لم يستخرج منها سوى 1500 طن منها حتى الآن

ويتطابق حجم الإنتاج التركي مع حجم الإنتاج السنوي في كل من كولومبيا وبوليفيا

اهتمام بالذهب لأهداف سياسية

وفي بداية السنة، وقبل الإعلان عن الاكتشاف الجديد من الذهب، قدم رئيس جمعية عمال مناجم الذهب التركية، حسن يوجال، بيانا ورد فيه: “لدينا القدرة على إنتاج 60 طنا من الذهب في غضون السنوات الخمس المقبلة بفضل المخططات الحكومية والاستراتيجية التي تتبعها الدولة”.

وبسبب الانخفاض السريع في قيمة الليرة التركية، زاد طلب السكان على الذهب. وخلال تلك الأزمة، أصبح الذهب يُستخدم على نطاق واسع في مختلف المعاملات. وفي النصف الأول من أغسطس، وسط التراجع السريع في قيمة الليرة مقابل ارتفاع أسعار الذهب بسعر تداول تجاوز حاجز ألفي دولار للأوقية،

اشترى الأتراك ذهبا بقيمة سبعة مليارات دولار، ويعتقد الخبراء أن المشتريات القسرية للمعادن الثمينة من قبل مصرف تركيا المركزي تحركها رغبة الرئيس التركي في تقليل مخاطر العقوبات الأمريكية المحتملة مثل تجميد الاحتياطيات الدولية بالدولار واليورو والجنيه الإسترليني، ومنع المعاملات الدولية بالدولار الأمريكي

زر الذهاب إلى الأعلى