منوعات

شابة سورية تحول فكرة الى مشروع يدر الآف الدولارات شهرياً لتصبح حديث الاعلام الاوروبي

شابة سورية تحول فكرة الى مشروع يدر الآف الدولارات شهرياً لتصبح حديث الاعلام الاوروبي

سيدة سورية لم تؤثر الحرب أو الهجرة على شغفها بالنجاح، لم تعتبر نفسها لاجئة كما يلقبها البعض في بلد جديد انتقلت إليه، ورغم الفقر وضيق الحال والمستقبل المجهول برعت في صناعة نوع من الجبن بطريقتها الخاصة جعلتها تتحول إلى سيدة مجتمع في بريطانيا، وخلال فترة قصيرة تحولت حياتها لتصبح مصدر إلهام لأكثر من 70 مليون نازح حول العالم، وكانت آخر مقابلاتها الإعلامية هو الفيلم القصير التي صورته مع النجمة العالمية كيت بلانشيت الشهر الماضي.

تحولت أيام السيدة السورية رزان الصوص في الغربة إلى قصة نجاح جديدة بعد سفرها إلى بريطانيا في عام 2012 برفقة زوجها وأولادها بسبب الحرب في سوريا، وكانوا قد فقدوا كل شئ تقريبا، واضطروا للاستقرار في مقاطعة يوركشاير.

في البداية بدأت هي وزوجها في البحث عن وظيفة ملائمة لهما، خاصة وأنها حاصلة على ماجستير في الصيدلة ولكن قلة المراجع في المملكة المتحدة جعلت الأمر صعبا للغاية، وبعد مرور بعض الوقت بدأت في البحث عن وظائف أخرى بخلاف تخصصها، فخوفها على مستقبل أولادها ورغبتها في تأمين مستقبل مشرق لهم كان دافعا لتفكيرها بطريقة مختلفة بشأن العمل.

فكرت رزان في كيفية استغلال خبرتها ومهاراتها المختلفة، وكان أبرزها صناعة الجبن، خاصة وأنها لم تجد مذاق رائع للجبن في المملكة المتحدة سواء في المحلات التجارية أو المزارع وخرت ببالها فكرة، “لما لا أقوم بإنشاء عمل تجاري خاص بي وأصنع الجبن السوري بنفسي !”.

نفذت رزان هذه الفكرة وبدأت في تصنيع الجبن السوري بنفسها من الحليب البريطاني الطازج عالي الجودة، وفكرت بعدها في تطوير عملها وعدم اقتصاره على التصنيع المنزلي فقط، وهكذا بدأت رحلتها في تصنيع جبن الحلوم السورية على الأراضي البريطانية.

بميزانية لا تتعدى 2500 جنيه إسترليني من وكالة المشاريع المحلية بدأت رزان مشروعها، الذي لم تحصل على موافقة لبدءه إلا في يونيو 2014، وبعد أربعة أشهر فقط من بدءها هذا المشروع فازت بجائزة برونزية في إحدى مسابقات الجبن العالمية.

دراسسة رزان للصيدلة ساعها في التوصل إلى التركيبة الصحيحة لجبن الحلوم، ففي البداية فهمت طبيعة الكيمياء لجبن الحلوم ثم طبقت الطريقة على كميات كبيرة من الألبان، وطوال فترة تجاربها لتصنيع الجبن كان زوجها مساعدها الأول فقد كان هو المقيم الأساسي للطعم، ورغم عمله كمهندس ميكانيكا إلا أنه قرر العمل مع زوجته في الغربة.

ماكينة آيس كريم كانت هي الأداة الأولى التي استخدماها لتصنيع جبن الحلوم، نظرا لأنها أرخص ثمنا من ماكينة صناعة الجبن، وعدل زوجها نظام تشغيلها، من تبريد لتسخين كي يسخن الحليب ويصنعا الجبن.

ظهور رزان الأخير كان مع النجمة كيت بلانشيت ضمن حملة المنتدى العالمي للاجئين، والتي تدعم الرسالة الأساسية بأن لكل فرد دور يلعبه في مساعدة اللاجئين مع تسليط الضوء على كيفية مواجهة الكراهية والتعصب وتمكين اللاجئين من إعادة بناء مستقبلهم.

وكانت قد انضمت نجمة هوليوود كيت بلانشيت إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية، ضمن حملتها الجديدة التي دشنتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتكرم من خلالها اللاجئون الذين يجلبون معهم مهارات جديدة إلى المجتمعات التي ينضمون إليها حديثها.

#EveryoneCounts لم يكن مجرد وسم شهير تم تداوله على “السوشيال ميديا” فقط، فقد كان بمثابة حل لحث الجميع على مساندة اللاجئين في أزماتهم المختلفة، وشارك فيه أيضا مشاهير ونجوم عالميون مثل كيت بلانشيت، جوجو مباثا، ريز أحمد، رغد حداد، أماندا بالمر، يسري مارديني، نيل جيمان، ميافي، باربرا هندريكس وغيرهم، بالتزامن مع مشاركة المفوضية في استضافة المنتدى العالمي للاجئين والذي عقد الشهر الماضي في الفترة من 16 حتى 18 ديسمبر في جنيف.

شارك المقال