على ارتفاع 4500 متر.. طائرة حربية تهبط وحدها على الارض عقب دخولها في حالة انهيار حلزوني مبسط
واحد من أغرب حوادث الطيران التي آلت لنهاية سعيدة نادرة وقع في 2 شباط 1970. في صباح ذلك اليوم، أقلعت ثلاث طائرات من طراز F-106 Delta Darts من «قاعدة مالمستروم الجوية» بالقرب من (غريت فولز) في (مونتانا) بالولايات المتحدة، في مهمة تدريب روتينية، لتدخل إحدى الطائرات الثلاثة، تلك التي يقودها الكابتن (غاري فاوست)، في حالة تُسمى ”انهيار حلزوني منبسط“، والذي يحدث عندما تتوقف الطائرة عن الطيران أفقيًا فتهبط بسرعة في الهواء وهي تدور حول محور عامودي.
بمجرد دخول الطائرة في هذه الحالة، يكون من الصعب للغاية الخروج منها. وعندما بدأت طائرة (غاري) بالتوجه نحو الأرض مباشرة، حاول زملائه مساعدته بإعطائه تعليمات حول كيفية السيطرة عليها، لكن مع وصول الطائرة لارتفاع أقل من 4500 متر؛ قرر (غاري) أن الوقت قد حان للتخلي عن مركبته المنكوبة.
أدى خروج (غاري) من الطائرة إلى انخفاض الوزن والتغيير في مركز الثقل الناتج عن إزالة الطيار، إلى جانب قوة انفجار مقعده خارج الطائرة، كل هذه العوامل دفعت بأنف الطائرة إلى أسفل فتغيرت ديناميكيات الطائرة، ما تسببت في استردادها بأعجوبة من الانهيار الحلزوني المنبسط.
قال الرائد (لوي)، أحد الطياريّن الآخرين، الذي رأى الطائرة تستعيد توازنها وتتجه بشكل مباشر ومستوي، لزميله (غاري فاوست) عبر الراديو وهو ينزل بالمظلة: ”غاري، من الأفضل أن تعود إلى داخلها.“ لكن بالطبع لم يكن لـ(غاري) أجنحة.
من مظلته راقب (غاري) الطائرة بلا طيار تحلّق برفق وتنزلق لتحطّ في حقل قمح بالقرب من بلدة (بيج ساندي) في (مونتانا) بشكل لا يصدق. هبط الطيار في الجبال القريبة، وأُنقذ من قبل السكان المحليين.
بعد وقت قصير من الهبوط، وصل نقيب شرطة محلي للمكان وقام بالاتصال بالمختصين للحصول على تعليمات حول كيفية إيقاف تشغيل المحرك. واثقًا من أنه قد يكون قادرًا على القيام بذلك، صعد الشرطي إلى قمرة القيادة لتبدأ الطائرة F-106 في التقدم إلى الأمام برفق.
سرعان ما أخرج الشرطي نفسه من الطائرة وقرر أن الانتظار حتى ينفذ وقودها. في النهاية، تحركت الطائرة لمسافة 360 متر على بطنها قبل نفاذ الوقود منها.
جذب الحدث حشدًا صغيرًا من الناس الذين وقفوا بحذر بعيدًا عن الطائرة التي لا يمكن التنبؤ بما قد يصدر عنها. خلال وقت قصير وصل طاقم الإنقاذ من «قاعدة مكليلان للقوات الجوية» إلى الموقع وبدؤوا في تفحّصها، كانت الأضرار التي لحقت بها قليلة للغاية، حيث قال أحد ضباط طاقم الإنقاذ إنه لو كان هناك ضرر أقل بقليل لكان قد عاد بالطائرة لقواعدها ببساطة.
بعد هذه الواقعة العجيبة حصلت الطائرة على اسم أعجب وهو Cornfield Bomber أو «قاذفة حقل الذرة»، والذي لا معنى له لأنه لم يكن هنالك حقل ذرة حيث هبطت، ولم تكن الطائرة قاذفة! لكن على أي حال، تم إصلاح «قاذفة حقل الذرة» وإعادتها إلى الخدمة.
في عام 1986، بعد تقاعدها، تم تقديم الطائرة إلى المتحف الوطني للقوات الجوية للولايات المتحدة في مدينة (دايتون) في (أوهايو)، حيث لا تزال معروضة هناك.