أثار حيرة العلماء.. كيف نفق 23 حوتا عملاقا واستقرت جيفها على الساحل الأميركي؟
جرفت المياه 23 حوتا ميتا للشاطئ على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة منذ أوائل ديسمبر الماضي، بما في ذلك 12 في نيوجيرزي ونيويورك، ما أثار قلق العلماء، وفقا للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.
من بين ما تم اكتشافه، حوت نافق من “شمال الأطلسي الصائب”، وهو نوع من الأنواع المهددة بالانقراض، على شاطئ في ولاية فرجينيا.
وقد أشارت فحوصات ما بعد الوفاة إلى أن ضربات السفن هي على الأرجح السبب الأكبر لمعظم الوفيات من الحيتان، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وكان آخر ما تم اكتشافه من قبل خفر السواحل حوتا أحدب جنوب قناة الشحن أمبروز، بين نيويورك ونيوجيرزي، مساء الاثنين.
وأدى وباء كورونا إلى زيادة كبيرة في عادات الشراء عبر الإنترنت، مما أدى إلى طفرة قياسية في شحنات البضائع التي جعلت العام الماضي موانئ نيويورك ونيوجيرزي الأكثر ازدحاما في البلاد.
سفن الشحن الكبيرة تهدد الحيتان
ولسد الطلبات المتزايدة وحل أزمة فوضى سلسلة التوريد التي تركت بعض أرفف المتاجر فارغة العام الماضي، يتم تحميل الكثير من البضائع الآن على متن سفن أكبر بكثير، لكن يبدو أن المزيد من الحيتان وجدت نفسها في المسار المضاد للسفن المتزايدة.
ولا توجد وسيلة أشعة إكس للحيتان وبعضها بحجم حافلة مدرسية، لذلك يقوم الباحثون بالتحقق من الإصابات يدويا، وسحب طبقات سميكة من الدهون، والوصول إلى عمق قدم واحدة في تجويف الجسم للبحث عن الطفيليات أو ندوب أو كدمات، وهي علامات تدل على ضربة السفينة.
وتقود شيلا دين فريقا من 10 متطوعين للتحقيق في كيفية نفوق الحيتان في ظل عمل شاق ورائحة كريهة.
وبعد فحص الحوت، يتم إنشاء حفرة عميقة على الشاطئ وتغطية الجثة بالرمل، وهي الطريقة المستخدمة للتخلص من معظم الحيتان على الشاطئ، حيث يتم دفنها على عمق كاف لتجنب الرائحة الكريهة.
بمرور الوقت، غالبا ما تكون هناك حاجة إلى رمل إضافي لملء الحفرة حيث يتحلل الحوت.
ولم يتمكن العلماء من تحديد سبب الوفاة لأكثر من نصف جميع الحيتان التي جرفتها المياه على الشواطئ.
من بين الاحتمالات أن يكون بعض الحيتان نفقت بسبب عدوى يستحيل اكتشافها أو التفريق بينها وبين البكتيريا التي تبدأ بسرعة في التكوّن على الأنسجة الميتة.
وتشير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن ستة عشر من الحيتان التي تقطعت بها السبل في الأشهر الثلاثة الماضية كانت من الحيتان الحدباء.
ومنذ صيف 2017، جرفت المياه ما لا يقل عن 335 من الحيتان من أنواع الحدباء، والصائب، والمنك، إلى الشواطئ على طول الساحل الشرقي.
ومع ذلك، يقول مسؤولو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن التعاقب السريع للوفيات هذا الشتاء خلال فترة قصيرة “أمر غير معتاد”.
ووجد المحققون أدلة على ارتطام السفن بحيتان ثلاثة جرفتها المياه إلى الشاطئ خلال أسبوع عيد الحب.
والصيف الماضي، اقترحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي فرض حد أقصى للسرعة يبلغ 10 عقدة بعيدا عن الميناء وتطبيق ذلك على السفن الكبيرة بداية من التي يبلغ حجمها إلى 35 قدما، وهي قاعدة يُعتقد أنها قد تحد من الإصابات في حالة حدوث تصادم، وتمنح الحيتان وقتا للابتعاد عن مسار السفن.