دولة عربية تحظى باكتشاف فريد وغير متوقع لجداريات دينية بالألوان الطبيعية
خبير آثار قال لـ”العربية.نت”: الاكتشاف الفريد يؤكد أن الحضارة النوبية القديمة لديها فنها الخاص ولغتها الخاصة
ضجّت الأوساط بالسودان، بكشف أثري وُصف بالفريد وغير المتوقع بمنطقة دنقلا العجوز بشمال السودان. الاكتشاف الأثري المُذهل، أزاح الستار عن حجرات أثرية ظلت مخفية منذ العصور الوسطى. تلك الحجرات الأثرية، وجدت بداخلها جداريات نقشت عليها رسومات وزخارف تصويرية للسيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم العذراء والملاك ميخائيل يحف بأجنحته عظيم النوبة حينها، رسمت بطريقة غير معتادة بالكشوف الأثرية للفترة المسيحية بالمناطق الأثرية في شمال السودان.
البعثة البولندية العاملة بالتنقيب الأثري بمنطقة دنقلا العجوز، التي تبعد نحو 530 كلم بالاتجاه الشمالي للعاصمة الخرطوم، وصفت الكشف الأثري بالفريد وغير المتوقع. وذكرت حسب تقارير صحافية أن الكشف الأثري الفريد ذو دلالة فنية وتاريخية كبرى للمنطقة.
وأكدت سعيها حثيثاً لفك الطلاسم والرموز الغامضة التي تلف ذلك الكشف غير المألوف في مجال الكشوف المتصلة بالفنون بالفترة المسيحية بالمناطق الأثرية في شمال السودان.
أمين أمانة الكشف الأثري بالهيئة القومية للآثار والمتاحف بالسودان عبد الحي عبد الساوي قال لـ”العربية.نت”، إن الجداريات الأثرية عثر عليها أثناء التنقيب بمنطقة دنقلا العجوز داخل حجرات مخفية، تجسد رسومات وزخارف تصويرية مقدسة للسيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم العذراء والملاك ميخائيل يحف بأجنحته ملك النوبة حينها.
وقال إن الفريق الأثري وقف مشدوهاً أمام الجداريات التاريخية التي ظلت محتفظة بألوانها الطبيعية، كأنها نقشت اليوم ولم تتطاول عليها الحقب.
وذكر أن الكشف الأثري الأخير غير مألوف، فالجداريات السابقة ظلت تجسد رسم الملاك أو حامي الملك بطريقة ثابتة، إلا أن الجداريات الجديدة أظهرت الملاك ميخائيل وهو يحرك جناحه.
وأضاف خبير الآثار بالسودان عبدالحي أن الكشف الأثري الفريد ذو دلالات كثيرة، ويؤكد أن الفنانين النوبيين برعوا في الرسم بطريقة لا تصدق وهذا ما دلت عليه الجداريات المسيحية، واعتمدوا في تنفيذ تلك الجداريات على أنفسهم فقط ولم يعتمدوا على استقدام فنانين مسيحيين من الشمال أو الشرق، وهذا يؤكد أن الحضارة النوبية القديمة لديها فنها الخاص كما أن لديها لغتها الخاصة.
الكشف الأثري الفريد، أزاح الستار عن حقائق مذهلة بالفترة المسيحية بالمناطق الأثرية في شمال السودان، فتلك الحجرات الأثرية لا تزال جذورها ممتدة، وسيكون هناك عملٌ ضخمٌ لكشف معالمها التاريخية.
أيضاً الفريق الأثري عثر على “بلوكات” حجرية كُتب عليها الكوة باللغة الهيروغلوفية. والكوة مدينة أثرية تقع شرق مدينة دنقلا العجوز وتضم معبد الملك تهراقا ومدافن أثرية لحضارة كوش. ذلك الأمر يعني وجود صلة تاريخية وثيقة بين مدينتي الكوة ودنقلا العجوز.
كما أن الاكتشاف المذكور يفتح الباب على مصراعيه أمام الباحثين وعلماء الآثار، ويطرح تساؤلات كبرى- كما يقول عبد الحي- عن أسرار العلاقة بين المدينتين الأثريتين. كما تلقي المستجدات أضواءً جديدة على تاريخ دنقلا العجوز وتشير إلى أن تاريخها أقدم بكثير، وربما يعود لحضارة كوش القديمة.
دُنْقُلا العجوز مدينة أثرية تقع في شمال السودان على الضفة الغربية لنهر النيل على ارتفاع 227 متراً (745 قدماً) فوق سطح البحر، وتبعد مسافة 530 كيلومتراً (329 ميلاً) شمال الخرطوم العاصمة، وتُعد من أقدم المدن في المنطقة، حيث تتوسّط منطقة غنية بآثار الحضارات السودانية القديمة.