كيف يصوم رواد الفضاء المسلمون شهر رمضان في الفضاء بوجود 16 غروبًا للشمس في اليوم الواحد؟
مع بدء شهر رمضان المقدس لدى المسلمين، أثار وجود رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في محطة الفضاء الدولية تساؤلات حول كيفية قضائه هذا الشهر المهم في التقويم الإسلامي.
يُعد شهر رمضان شهرًا للتفكُّر والتعبد والتواصل الاجتماعي، وهو الشهر التاسع في التقويم الإسلامي القمري «الهجري»، إذ يبدأ شهر رمضان مع ظهور الهلال وينتهي بظهور الهلال التالي، وقد امتد هذا العام بين 22 مارس و21-22 أبريل.
يصوم المسلمون البالغون في رمضان من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس، لكن لا يمكن اتباع هذه القاعدة على محطة الفضاء الدولية بسبب وجود 16 غروبًا للشمس في اليوم الواحد، أو على سطح القمر لأن الشمس تبقى مشرقةً 14 يومًا، لذلك تتبع محطة الفضاء الدولية التوقيت العالمي الموحد (UTC) وهو التوقيت ذاته الذي اتبعه النيادي في صيامه.
يُعفى الشخص من الصيام حال شكّل الصيام خطرًا على صحته، وكذلك بالنسبة إلى الحوامل والمرضعات، والمسافرين، وهو ما ينطبق على النيادي الذي أوضح: «صيام رمضان ليس إلزاميًا إذا لم تكن بصحة جيدة، وهو ما ينطبق على ما قد يعرض الطاقم للخطر، إذ يجب على الرواد تناول ما يكفي من الطعام والماء لتلافي حدوث مضاعفات بسبب نقص الغذاء».
هزاع المنصوري، الذي قضى 8 أيام على محطة الفضاء الدولية عام 2019، هو أول رائد فضاء إماراتي، أما النيادي فهو أول رائد فضاء إماراتي يُرسل في مهمة طويلة على محطة الفضاء الدولية، لإجراء 19 تجربةً تتعلق بآلام الظهر وعلم النبات وعلوم المواد. النيادي هو أحد أفراد الطاقم «كرو-6»، إلى جانب ستيفن بوين ووارن هوبورغ وأندري فيداييف.
إلى جانب شهر رمضان، يحتفل النيادي أيضًا بعيد الفطر الذي يعقب رمضان، وبعيد الأضحى الذي سيحل في يونيو، ضمن الفترة التي سيقضيها في الفضاء الممتدة لستة أشهر، وذكر النيادي أنه سيشارك زملاءه بعض الأطباق الإماراتية.
قبل المنصوري والنيادي، صعد إلى الفضاء 9 رواد فضاء مسلمون، كان أولهم الأمير سلطان بن سلمان آل سعود عام 1985، لكن لم تُثر قضية كيفية أداء المسلمين عباداتهم في الفضاء إلّا عندما طلب شيخ مظفر شكور، أول رائد فضاء ماليزي، إرشادات من مجلس الفتوى الوطني الماليزي.
كان من الضروري إصدار فتوى فيما يتعلق بهذه الأمور، خاصةً ما يتعلق بكيفية أداء الصلاة، والوضوء، واتجاه القبلة، إذ يتوجه المسلمون في صلاتهم تجاه المسجد الحرام في مكة المكرمة.
وفقًا لما أفتى به رجال الدين المسلمون، ففي ظروف الجاذبية الصغرى، يُترك أمر تحديد الاتجاه وفقًا لقدرة رائد الفضاء عند بدء الصلاة، والركوع غير إلزامي، وتكفي منشفة رطبة للوضوء.
ليست هذه هي السابقة الأولى لممارسة الشعائر الدينية في الفضاء، إذ احتفل إيلان رامون، أول رائد فضاء إسرائيلي، بيوم السبت عندما كان على متن الرحلة المأساوية الأخيرة لمكوك كولومبيا، الذي تحطم في أثناء عودته عام 2003.
يحتفل رواد الفضاء أيضًا بعيد الميلاد في محطة الفضاء الدولية، ويحتفل من يتبعون التقويم اليولياني بعيد الميلاد الأورثوذوكسي في السابع من يناير، وقد أدّى باز ألدرين التابع للكنيسة المشيخية طقوس القربان على سطح القمر، ووفقًا للكاثوليك يُعد القمر المكتمل جزءًا من أبرشية أسقف أورلاندو.