لم يدر بخلد المواطن اليمني أحمد موسى أنّ ماسورة المياه التي عرقلت سير إعادة بناء منزله القديم بمحافظة الحديدة غربي اليمن ستقوده إلى اكتشاف كنز ثمين يحوي الآلاف من القطع النقدية الذهبية والفضية، فبعد أن تشققت هذه الماسورة بضربة معول لأحد عمال الحفريات التي تكدّ لبناء أساس متين لمنزل “أحمد” البسيط، الذي يعمل مصوراً في منطقته لقناة اليمن الرسمية.
استدعى “أحمد” أحد السباكين لإصلاح تلف ماسورة المياه تلك، وبينما كان العامل منهمكاً في إصلاحها، انفجرت فجأة لتفشي سراً كتمته عشرات السنين، فالمياه المتدفقة دفعت شِوالاً مليئاً بالعملات الفضية إلى الظهور بعد قرابة مائة عام من بقائه بين الثرى، ومزّقت جزءاً منه، ليسمع السباك طنين العملات ويردد مهلّلا: كنز.. يوجد هنا كنز..
يقول مالك المنزل أحمد موسى ، “بعد وصولنا إلى قرابة 3 أمتار من الحفريات تحت المنزل عثرنا أيضاً على 6 صناديق خشبية بها قرابة خمسة آلاف قطعة نقدية ذهبية وفضية، إلى جوار عدد من الأواني الطينية، كما عثرنا – أيضاً – بإحدى الأواني على قرابة ألف قطعة نقدية من الفضة”.
وبحسب “أحمد” فإنّ قيمة القطعة النقدية الفضية الواحدة تقدر به 35 دولار، في حين أنّ قيمة القطعة الذهبية الواحدة بلغت أكثر من 675 دولار، مقدراً أعداد القطع الذهبية بـ600 قطعة، مضيفاً “لقد تدافع عليها المواطنون وكلٌ أخذ نصيبه منها، ولم ينتهي الأمر عند ذلك وحسب، فوجئت بأعداد أخرى من المواطنين قد شرعوا في الحفر بحثاً عن هذه العملات حتى أصبحت الحفريات تهدّد المنازل المجاورة لي، أبلغت السلطات الأمنية إلا أنها لم تقم بدورها المنوط بها”.
تأريخياً، يقول الباحث محمد بكيرة “إنّ هذه العملات تداولها اليمنيون والعرب في القرن الماضي، وهي قطع فضية أو ذهبية فرنسية، ويتجاوز عمرها قرابة مائة عام، وتُسمى تالر ماريا تريز”.
وعن سوق الهنود القديم في الحديدة، قال “بكيرة” إنّ الهنود كانوا يمرّون بمدن عديدة أثناء حجّهم، وحين تروقهم مدينة ما يقطنون فيها، وكانت الحديدة إحدى هذه المدن، ولا علاقة للهنود بما وجد من عملات، فالعملات ربما تكون ملكاً لأناس اغتنموها من قصور الإمام أحمد حميد الدين، إمام المملكة المتوكلية في اليمن، بعد أن دخلت قوات ملك نجد إلى تهامة وانسحبت قوات إمام صنعاء وحاشيته وعماله من الحديدة”.
مضيفاً :”الأهالي الفقراء – حينها – اتخذوا مقار سلطة الإمام وعماله مغنماً، وبموجب اتفاقية الطائف عام 1934، عادت قوات الإمام أحمد مجدداً إلى المدينة وعاقبوا الفقراء وحاولوا استرجاع الغنائم، إلا أن البعض عمد إلى دفن مغنمه وكنزه ومات فقيراً”.