يواصل العديد من المزارعين في سوريا جهودهم الرامية إلى زارعة أصناف جديدة من النباتات والأعشاب التي لم يكن من المألوف زراعتها في الأراضي السورية من ذي قبل، وذلك بهدف الحصول عائد مادي جيد في ظل استمرار تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد.
ويلجأ بعض المزارعين السوريين إلى زراعة نباتات غريبة مطلوبة على المستوى العالمي ويمكن بيعها بأسعار مرتفعة وجني أرباح مالية يمكن وصفها على أنها خيالية بالمقارنة مع الأرباح والعوائد التي كان المزارع السوري يحصل عليها من وراء زراعة أرضه بالمزروعات التقليدية.
وضمن هذا السياق، نجح مزارع سوري ينحدر من محافظة حمص وسط سوريا في زراعة نبتة زهرة الذهب أو كما تسمى في بعض الدول “نبتة أقحوان زهرة الذهب”.
وبحسب تقارير محلية فإن المزارع السوري ويدعى “محمد الشعلان” قد نجح بزراعة نبتة زهرة الذهب في أرض صغيرة يملكها وتمكن خلال الموسم الأول بعد زراعتها من تحقيق مكاسب مالية ممتازة.
وأوضحت التقارير أن هذه النبتة لها خصائص وميزات تجعلها مميزة عن غيرها من النباتات، مثل مظهر أزهارها الخلاب الذي تجذب إليها مختلف أنواع الفراشات، بالإضافة إلى أهمية الزيت الذي يستخلص من زهورها، حيث يعتبر زيت مرتفع الثمن يستخدم في صناعة أفخر أنواع العطور في العالم.
وبينت أن الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل تطلب زهور نبتة زهرة الذهب بكثرة، وذلك بسبب المواد التي تحتويها زهور هذه النبتة، حيث تعتبر تلك المواد مكوناً رئيسياً في العديد من المستحضرات.
وأشارت التقارير إلى أن المواد المستخلصة من هذه النبتة تعتبر فعالة جداً في علاج الكثير من المشكلات الصحية التي يتعرض لها الإنسان، لاسيما الأمراض الجلدية والقروح والالتهابات ومعالجة المغص والزكام والكحة ومشكلات العدة وجهاز الهضم.
وفي حديث لوسائل إعلام محلية، أشار المزارع السوري “محمد” إلى أنه قرر زارعة هذه النبتة بعد أن قرأ العديد من التقارير عنها وشاهد الكثير من الفيديوهات التي تشرح طرق زراعتها وأهميتها وفوائدها والأرباح التي من الممكن أن يجنيها من يزرعها.
ولفت المزارع إلى نبتة زهرة الذهب تشبه إلى حد كبير نبتة البابونج المعروفة في سوريا، إلا أنها تختلف عن البابونج بالخصائص والمكونات الكيميائية التي تجعل تأثير كل منهما مختلف عن الآخر.
وحول أفضل وقت لزراعة نبتة زهرة الذهب، أشار المزارع إلى أن أفضل وقت لزراعتها يعتبر في شهري نيسان وأيار من كل عام، أي مع نهاية فترة الصقيع.
وختم المزارع السوري حديثه مشيراً إلى أن أكثر ما يميز هذه النبتة هو أنها تزهر بعد شهرين من زراعتها فقط، حيث تكون ذروة الإزهار مع بداية فصل الصيف، بالإضافة إلى أنها تزهر مرة ثانية مع نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف، الأمر الذي يساهم في زيادة الأرباح بنسبة كبيرة.