واصلت تركيا إطلاقها للمزيد من التصريحات المهمة بشأن الملف السوري، حيث وجهت رسالة شديدة اللهجة لنظام الأسد منتقدة الطريقة التي يتعامل فيها النظام السوري مع مسار العملية السياسية في سوريا واستمراره بوضع العراقيل أمام إلى جهود للتوصل إلى حل شامل.
وضمن هذا الإطار، انتقد وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” النظام السوري على خلفية استمرار تعنته في مسألة عدم المضي قدماً في مسار الحل السياسي للملف السوري.
ولفت الوزير التركي أن بلاده لا تخجل على الإطلاق من إجراء اجتماعات ومباحثات مع النظلم السوري، وذلك للحديث والتباحث في المشاكلات القائمة.
ووجه “فيدان” رسالة شديدة اللهجة لنظام الأسد مطالباً إياه بضرورة مراجعة نفسه وطريقة تعامله مع المبادرات ومسار الحل السياسي في سوريا.
وانتقد المسؤول التركي عدم قدرة النظام السوري على اتخاذ قرارته بنفسه، مشيراً إلى أن قراره بيد روسيا وإيران، فهما من يؤثران على معظم قرارته، وفق وصفه.
وأضاف بالقول: “إن النظام السوري حين يتخذ أي قرار فإنه يجب عليه الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر كل من روسيا وإيران ويضعها ضمن حساباته، وهذه معادلة صعبة”، على حد تعبيره.
وأوضح على أن النظام السوري أن يقرر بعض المسائل بنفسه في حال أراد خلق أجواء إيجابية وتحسين علاقاته مع دول الجوار والمضي قدماً في مسار العملية السياسية في سوريا، بما يساهم بالتوصل إلى حل حقيقي وشامل ينهي معاناة السوريين.
ولفت إلى أن أولوية تركيا في المرحلة الحالية بخصوص الملف السوري هي الاستمرار في اتفاق أستانا، بالإضافة إلى منع حدوث أي صراع بين النظام والمعارضة.
ونوه في تصريحات صحفية إلى أن تركيا تحاول قدر الإمكان أن تحافظ على التوازن مع كل من روسيا وإيران بخصوص التعامل مع تطورات الأحداث على الساحة السورية.
وأكد على أنه بينما تركيا تسعى للحفاظ على هذا التوازن، فإنها تأمل وتتطلع بذات الوقت إلى أن تكون بيئة الاستقرار هذه فرصة لمختلف الأطراف للتوصل إلى حل سياسي دائم في سوريا.
وأشار المسؤول التركي في معرض حديثه إلى أن النظام السوري لم يتخذ أي خطوات إيجابية من أجل خلق بيئة مناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، ولا خطوات بما يخص مسار اللجنة الدستورية.
وختم “فيدان” حديثه منوهاً إلى أن العملية السياسية في سوريا تبدو مجمدة في ضوء ما سبق، منوهاً أن تركيا تعلم بأن النظام السوري يبدو سعيداً بهذا الأمر، لكنه في ورطة كبيرة بذات الوقت.