“تفضيل الذهب على الليرة السورية: السياسة المالية لكبار المسؤولين”
تتحدث مصادر اقتصادية محلية في سوريا عن نقطة هامة تتعلق بكبار المسؤولين السوريين: عدم امتلاكهم لحسابات في البنوك، سواء العامة أو الخاصة، وتفضيلهم للاستثمار في الذهب بدلاً من الليرة السورية في معاملاتهم.
تبيّن أن هذا التفضيل يعود جزئيًا إلى قلة الرواتب في البلاد والتي تجعل فتح حسابات مصرفية يثير تساؤلات حول مصادر الثروة. ويبدو أن الذهب يُفضل أيضًا في تبادل الرشاوى، حيث يتيح هذا النوع من الثروة السرية التحكم في تدفق الأموال دون إثارة الاشتباهات.
على الرغم من هذا التفضيل، يتساءل الخبير الاقتصادي والمالي “عامر شهدا” عما إذا كان عدم فتح حسابات بنكية يعكس خوفًا من الكشف عن الثروة أم مجرد تجاهل للعملة المحلية. ويثير الوضع استغرابًا حول كيفية استقبال الرواتب، خاصة مع تباينها كبيرًا مع الأنماط البذخية التي يظهرها بعض المسؤولين.
يشير “شهدا” إلى أن العقارات تمثل أحد المخرجات المالية المفضلة لبعض المسؤولين، حيث يقومون بشرائها بأسماء ثالثة ويعيدون تسجيلها باسمهم عند انتهاء فترة ولايتهم. هذا النهج يسمح لهم بإخفاء حجم ثروتهم وتفادي الاستجوابات.
تثير هذه الحالة تساؤلات حول مدى توافق السياسات المالية للحكومة مع الواقع المالي اليومي للمواطنين، وتجعل النقاش حول الحكومة الإلكترونية واستخدام التكنولوجيا في الخدمات الحكومية يبدو متناقضًا.