مع كل خيط من خيوط التاريخ المنسوج، تظهر لنا جواربٌ حمراء قديمة، متحفزة للعقول والخيال على حد سواء. يعيد زوج الجوارب الأحمر البالغة من العمر 1600 عامًا، الذي تم اكتشافه في موقع Oxyrhynchus القديم في مصر، للحياة قصة قديمة جديدة.
بالنظر إلى هذا الزوج من الجوارب بعناية، يظهر أمامنا شكلها الفريد، حيث تتفرع أصابعها المفصولة والمنقسمة بشكل يوحي بغرض معين لارتدائها، ربما مع الصنادل، لكن الغموض يسيطر علينا بشكل متزايد. فهل يمكن لجوارب تلك العمر وبتلك الألوان الزاهية أن تبقى محافظة على حيويتها؟
إلى جانب لونها الجريء، تأتي الجوارب بحجمٍ غير مألوف، كبيرة وضيقة في آن واحد، ما يثير الاهتمام بشكل إضافي. وبينما يظل الغموض يلف حول استخدامها الفعلي، فإن الخبراء يكشفون عن أدلة تاريخية تشير إلى أصولها وتقنيات صناعتها.
تقنية Nalbindning، أو الحياكة بإبرة واحدة، التي استخدمت في تصنيع هذه الجوارب، تقدم لنا نافذة نحو عالم من الحرفية والتقنيات القديمة. فهي تمثل تطورًا مهمًا في فن الحياكة، حيث كانت تستخدم لصنع الألبسة الضيقة مثل القبعات والجوارب.
بالرغم من أننا قد نحاول تخيّل كيف كانت تلك الجوارب ترتديها الأجيال القديمة في مصر، إما لحماية أقدامهم أو ربما كجزء من طقوس الدفن، فإن الحقيقة تبقى مجهولة. فقط تظل هذه الجوارب الحمراء الغامضة تحيك أسرارها في عالم الأثريات، مستمرة في إثارة الفضول والتساؤلات حول حكايتها القديمة.