في فجر يوم من أيام فبراير عام 2013، كان زوجان أمريكيان يتنزهان بكلبهما في أراضيهما الخاصة في ولاية كاليفورنيا، عندما فاجأتهما رؤية شيء غير عادي على جانب الطريق. لم يتردد الزوجان، ماري وجون، في التوقف واستكشاف الأمر. فتجمعا ليبدأا في حفر الأرض، وما وجداه قادهما إلى اكتشاف لن يُنسى أبدًا.
ما عثر عليه الزوجان كانت 1411 قطعة نقدية ذهبية، تقدر قيمتها بحوالي 10 ملايين دولار أمريكي. كانت القطع النقدية قديمة للغاية، يعود تاريخها إلى الفترة بين عامي 1847 و1894، ومع ذلك، فإنها كانت في حالة جيدة على الرغم من قِدمها.
هذا الكنز، الذي أطلق عليه اسم “كنز سادل ريدج”، يعتبر حتى الآن أكبر كنز مدفون تم العثور عليه في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن اللغز المحيط بهذا الكنز لم يُحل بعد، فالسؤال الذي لا يزال يثير الفضول هو: ما هي قصة هذا الكنز وكيف انتهى مدفونًا في ريف كاليفورنيا؟
يُقدر أن هذا الكنز، الذي يتكون أساسًا من قطع نقدية ذهبية بقيمة 20 دولارًا أمريكيًا، تم دفنه في أواخر القرن التاسع عشر. وكثير من هذه القطع النقدية كانت مصنوعة في سان فرانسيسكو بعد عام 1854، خلال فترة معروفة بـ “حمى الذهب”، حيث جذب اكتشاف الذهب في نهر كاليفورنيا آلاف الباحثين عن الثروات إلى المنطقة. والغريب في الأمر هو وجود بعض القطع التي يعتقد أنها من ولاية جورجيا.
ما يميز هذا الكنز، بالإضافة إلى كميته الهائلة، هو حالة القطع النقدية الجيدة. فكثير منها كانت جديدة تمامًا، لم يتم استخدامها أو تداولها من قبل، مما زاد من قيمتها بشكل كبير.
تُقدر قيمة القطع النقدية في السوق بحوالي 28 ألف دولار أمريكي، ولكن بسبب ندرتها وحالتها الجيدة، تتجاوز قيمتها اليوم ملايين الدولارات. لكن اللغز لا يزال قائمًا، ولم يتم الكشف عن سر هذا الكنز الضخم حتى الآن.
من المحتمل أن يكون المُخبأ الذي عُثر عليه هذه القطع النقدية يعود إلى شخص غني يثق بحفظ ثروته في مكان خاص به، لكن قد تكون هناك نظريات أخرى. وبينما يظل اللغز مفتوحًا، يبقى الكنز سرًا مثيرًا يشد الانتباه ويثير الاستغراب.